بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفي وصلاة وسلاماً على نبيه المصطفي الذي علم المتعلمين وثقف المثقفين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد,,,
سنتحدث اليوم إن شاء الله عن ::التغذية في الإسلام::
وبما أن الإسلام جاء كاملا لا نقص فيه فأعتني بصحة الإنسان لأن رسول الله ::صلى الله عليه وسلم يقول:::
"سلوا الله العفو والعافية فما أوتي إنسان بعد يقين خير من عافية تعينهُ على أمر دينهِ ودنياه" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولذلك أهتم الإسلام بهذه العافية بعد اليقين.
ولذلك أيضا بما أن لنا في رسول الله أسوة حسنة وكان رسولنا وضع لنا الأسس العامة للتغذية في الإسلام. هذه الأسس العامة تعتمد على أنه:::
*** عندما كان يستيقظ صلى الله عليه وسلم كان يبدأ يومه بالإستنشاق والإستنثار وكان يقول صلى الله عليه وسلم:::
"إن الشيطان يبيت على خياشيم أحدكم .."
ولذلك أمرنا بالإستنشاق والإستنثار
والإستنشاق: هو عبارة عن إدخال الماء بقوة في الأنف
والإستنثار: هو إخراجه بقوة خارج الأنف
ولقد ثبت علمياً أن الإستنشاق والإستنثار الذين أمر بهما رسول الله يقوا الإنسان من الإصابة بالجيوب الأنفية (وهذا مبحث من المباحث العلمية التي أثبتتها جميع كتب الأرض) ...
*** ثم بعد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم يهتم بتنظيف أسنانة بالسواك لأنه ما قام صلى الله عليه وسلم من نومه إلا وأستخدم السواك وكان يقول:::
"أستاكوا (أي أستعملوا السواك) عرضا (أي بالعرض وليس كما نستخدمة نحن طولياً)"
ولنا حديث فيما بعد عن السواك بإذن الله
*** وبعد هذا كان يبدأ رسول الله بالشراب لأن الإنسان بعد ما يستيقظ من نومه لابد من أستخدام شراب لكي ينظف المعدة والأمعاء ويغسلهم تماما في بداية صباحه ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأتي بالماء القراح (أي الماء بدرجة حرارته العادية حسب الجو وليس الماء المبرد) وكان له صلى الله عليه وسلم كوب من القوارير (أي من الفخار ويقصد هنا كوب عادي) كان رسول الله يملأه بالماء ويذيب فيه ملعقة من عسل النحل وكان صلى الله عليه وسلم يذيبها جيدا جدا (سنوضح فيما بعد الإعجاز النبوي والفائدة في إذابة ملعقة عسل النحل في كوب الماء) وكان هذا الكوب بمثابة إفطارة صلى الله عليه وسلم.
*** كان بعد ذلك صلى الله عليه وسلم يبدأ في الإتكاء (الإضطجاع) .
واضح أن هناك نوع من العبادات المهجورة وهي التفكر والتدبر وكان رسول الله يتكئ على جنبه الأيمن ناظراً إلى السماء (ليس نوماً) بإسترخاء.
فمن المعروف أن الأسلوب العالمي حالياً أن الإنسان يحتاج إلى الإسترخاء مرتين في يومهِ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعلها بعد صلاة الفجر حتى وقت الشروق يبدأ في التفكر والتأمل والتدبر ثم يفعل هذا بعد صلاة العصر .. ولذلك كان يقول صلى الله عليه وسلم:::
"التفكر مخ العبادة"
*** ثم يأتي الدور بعد ذلك بعد الظهيرة كان يذيب سبع (7) تمرات من العجوة في كوب من اللبن البقري حيث كان يقول صلى الله عليه وسلم :::
"عليكم بألبان البقر فأنها ترم من كل شجر (أي تأكل من كل أنواع الشجر) "
فبذلك تجمع لك كل العناصر الموجودة في كل هذه الأشجار (هذه العناصر المعدنية والفيتامينات وما إلى غير ذلك) ويضع فيها صلى الله عليه وسلم سبعِ تمراتٍ من العجوة وبذلك يكون هذا الكوب غذاء كامل متكامل (وسنوضح في موضوع لاحق مدي فائدة هذا الغذاء المفيد جدا).
وهذا الطعام يظل به رسول الله حتي العصر حيث انه طعام كافي جدا ويحتوي على كل ما يحتاجة الجسم ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:::
"بحسب إبن أدم لقيمات يُقِمْنَ صلبه"
لذلك كان يتناول الطعام الكافي لتغذية الجسم وإعطائه العافية.
*** يأتي رسول الله بعد صلاة العصر ويأكل مقدار غطاء ملء السقاية (ما يعادل ملعقة الطعام الكبيرة) زيت زيتون ويضع عليه نقطتين من الخل وبكسرة (تعادل نصف كف اليد) من خبز الشعير.
كانت عندما تأتيه السيدة ::عائشة:: رضي الله عنها بحصوتين من الملح وتنعمهم وتقدمهم إليه كان يقول لها :::
"ءأدامين يا عائشة في طعام واحد "
يستكثر على نفسة إدامين. وكان يقول صلى الله عليه وسلم:::
"ءإتدموا (كلوا) الزيت وإدهنوا به فإنه من شجرة مباركة"
وكان يقول صلى الله عليه وسلم عن الخل فيما رواه الإمام إبن القيم عن أبي هريرة قال صلى الله عليه وسلم:::
"نعم الإدام (الطعام) الخل, ما أقفر(أفتقر) بيتٌ فيه خل, بارك الله في الخل فإنه كان إدام الأنبياء من قبلي"
ويظل رسول الله على هذا إلى العشاء ليس هناك أكل بعد هذا إلا إلى العشاء.
*** وكان بعد العشاء يأتي وياكل اللبن الروب (اي اللبن الرايب او اللبن المخمر) مع كسرة (مقدار نصف كف اليد) من خبز الشعير وكان يأكل نوعاً من أنواع الخضروات كان يوجد في الجزيرة العربية وفتها وهو الجزر الأحمر بالإضافة إلى الشبت والبقدونس عرقين من الشبت ومثلهم من البقدونس وجزرة واحدة تقريبا مثل طول كف اليد لا تزيد في التقدير على 100 جرام وداوم رسول الله على هذا يومياً.
*** ثم يأتي رسول الله بعد ذلك يخرج للمشي وكان يمشي مقدار الزهراوين (سورة البقرة وسورة أل عمران) بما يعادل تقريبا ساعة ونصف.
وكان ياخذ صحابته رضي الله عنهم وكان يصفه سيدنا أبي هريرة رضي الله بأنه كان صلى الله عليه وسلم يمشي غير مكترث (أي لا يسرع) وكنا نجاهد في اللحاق به لأن الأرض كانت تطوى تحت قدميه.
وفي هذا يقول الله تعالى:::
"""هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه.."""
وبعد الأنتهاء من المشي كان يعود لينام ولا يخرج ثانية في الليل فقال:::
"قلوا من الخروج في هدأة الليل"
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل الثريد (اللحم) وكان يقول:::
"فضل عائشة على سائر النساء كفضل الثريد على بقية الطعام" وكان يقول أيضا:::
"اللحم طعام اهل الجنة"
ويعتبر اللحم سيد الطعام لأنه طعام أهل الجنة وطعام أهل الدنيا.
وكان صلى الله عليه وسلم يحب اللحم المجاور للعظم, فكان دائماً ياكل إما قطعة من لحم الرقبة أو قطعة من لحم الكتف, وكان يأتيه اللحم وعليه الخل والتوابل (السنا والسنوت) وكان يقول:::
"عليكم بالسنا والسنوت فإن فيهما شفاء من كل داء إلا السام"
والسانا والسنوت من أنواع التوابل بذور الشبت وبذور الشمر وكان يوصي صلى الله عليه وسلم بأن يوضعوا على الثريد.
وكان يأكل رسولنا قطعة مثل مقدار ما يملأ كف اليد من 60 إلى 100 جرام
وكان عندما يأكل الثريد يعتقده ان هذا هوالنعيم فكان يقول ولتسألن يومئذ عن النعيم.
أما عند شرابة صلى الله عليه وسلم كان يقول:::
"إشربوا في الإناء وأنفسوا خارجه ثلاث مرات"
أي كان يمسك بالإناء ويقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ثم يشرب ثم يحول فمه صلى الله عليه وسلم الي الجهه الأخري وينفس خارجه ثم يقول بسم الله الرحمن الرحيم ويشرب ثانيةً وهكذا حتي يشرب الماء على ثلاث مرات وبعد الأنتهاء يقول الحمد لله رب العالمين.
يقول العلماء في هذا إذا شرب الإنسان بهذه الطريقة فيكون الشرب هكذا فيه عباده فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:::
"الشرب بهذه الطريقة اهنأ وأمرء وأبرء"
أي هنيئاً مريئاً وأبرء للجسم أي يتفق مع مصلحة الجسم وكان صلى الله عليه وسلم يمص الماء مصا ولا يسكبه سكباً حتى لا يدخل معه كميات من الهواء تضايق المعدة
0 التعليقات:
إرسال تعليق